الظُلْمُ ظُلُمَاتْ

يقول الله تعالى: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) (281)،

وسط أجواء طبعها الكثير من التجني والحيف والظلم بل و الاستهداف المُبطن، عبر أحد المُتبارين عن امتعاضه الشديد من الأجواء اللامسؤولة التي مرت بها المباراة الخاصة بمصلحة "التربية الدامجة"، وهي المباراة التي كانت مبرمجة يومه الأربعاء 15 يناير 2020 وتم تأجيلها لتُقَام بتاريخ السبت 18 يناير 2020، 

وقد سجلت هذه المباراة سابقة من نوعها حسب ما نقله أحد المتبارين على المنصب إذ لم يُسأل بتاتا عن مشروعه وعن الإضافة التي يمكن أن يُقدمها للمصلحة، والصورة حسب ما وردت تؤكد أن ما يحصل على مستوى الأكاديمية يطرح الكثير من التساؤلات عن الكيفية التي تُدار بها الأمور وخاصة ما يتعلق بالمباريات الخاصة بمناصب المسؤولية التي يحكمها منطق "هذا من عند فلان" و "ذاك من طرف علان" وهو منطق ليس بالجديد. ولعل آخر مظاهره ما طلعت علينا به بعض اللجان التي تعتبر أنها بمنأى عن المحاسبة وأفرادها منزهون وما دون ذلك "هريلات"، وهي اللجان التي تبتعد كل البعد عن معايير العدل والشفافية والمساواة وتكافؤ الفرص.

وإذا كان منطق الأشياء يفترض وجود حد أدنى من العدالة وتكافؤ الفرص فإن ما أثببته المعطيات الواردة الينا اليوم السبت 18 يناير 2020، يؤكد أننا لا زلنا أبعد ما نكون عن تحقيق تكافؤ الفرص وعدالة إجتماعية تعطي لكل ذي حق حقه.

من جهة أخرى يؤكد أن هكذا مباريات هي مجرد مسرحيات البطل فيها محسوم في أمره،  وفيها الكومبارس الذي يراد منه تأثيث مشهد أريد له أن يأتي على حساب الكفاءات ومن هم أهل لتقلد المناصب، وهنا يُطرح السؤال إلى متى سيظل هذا الإقصاء المتعمد للكفاءات المحلية؟ ألسنا نبحث عن الرقي بمؤسساتنا وأكاديمتنتا ومنظومتنا التربوية وطنيا وجهويا؟ ألا تُكرس مثل هذه التصرفات لمحسوبية وزبونية مقيتة؟ ألم يحن الوقت للقطيعة مع هكذا ممارسات؟ لماذا يُراد لمناصب المسؤولية أن تكون حكرا على أقلية والبعض الآخر "لما تشوف حلمة ودنك" على حد تعبير إخواننا المصريين؟ 

لم يسبق وأن سمعنا أن هناك مُرشحا/مرشحة لمباراة مهما يكن موضوع/مجال المباراة لم  يُطرح عليه/ا سؤال واحد؟ كما لم يسبق أن شهدنا أن مُرشحا/مرشحة  لمباراة اكتفت لجنة الامتحان بإبداء ملاحظات عن تصرفاته وسلوكه "ليس عليك هداهم""إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء"، وكأن المباراة –هذا السياق الزماني- كفيل أن نحكم من خلاله على شخص دون آخر، ثم أليس من الأجدى ومن باب أولى أن يتم الإنصات للمرشحين ولا أقول الاستماع وشتان بين هذا وذاك؟ 

أخيرا، يجب الإشارة إلى التالي:

• ضرورة  إعادة النظر في هيكلة اللجان الخاصة بالمباريات لاسيما تلك المُتعلقة بمناصب المسؤولية.

• توفير الشروط العادلة لاجتياز مناصب المسؤولية 

• القطيعة مع منطق الزيونية والمحسوبية و"الوساطة"... 

ملحوظة: 

_ من المجحف وأد الطاقات البشرية وقتل طموحهم.

_ من المجحف أن تضيع طموحات الأفراد بينالإقصاء المتعمد من طرف البعض و نرجسية البعض الآخر

_ ثُم أن تكون عضوا في لجنة تحكيم لمباراة ما  ليس معنى ذلك أن تكون عصاً مسلطة على العباد.

_ أن تكون عضوا في لجنة تحكيم لمباراة ما ليس معناه أنك ملكت صك الغفران أو حق منح التأشيرة إلى الجنة؟  كما أنه ليس من حقك التبخيس من الآخرين ورحم الله امرَأً عرف قدر نفسه، فلزمه.  




مواضيع قد تعجبك