الصحراء الـآن - الداخلة

     لازالت قضية التاجرين “لحبيب ويوسف”، تحير الرأي العام، خصوصا بعد بلاغات النيابة العامة والإدارة العامة للأمن الوطني، والذي جاء فيهما أن التاجر (لحبيب أغريشي) قتل على يد التاجر (يوسف.ع)، وتم تقطيعه وحرقه غير بعيد عن سكن (يوسف)، بناءا على المعطيات التي ذكرها بلاغ المديرية العامة للأمن الوطني مساء أمس الأربعاء.

وحسب نفس البلاغ فإن غرق المشتبه به الرئيسي في قضية “لحبيب” قائمة إلى غاية تلك المرحلة من البحث، وهو ما فسرته عائلة الضحية “لحبيب”، بإنتحار القاتل، بخلاف ما ورد في شهادة الوفاة التي إنتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي، بأن وفاة المسمى (يوسف) كان نتيجة عنف.

إنتحر أو قُتل هي أسئلة لازالت علامات إستفهامها قائمة، ما لم يصدر بلاغ جديد يقضي في النازلة، ويوضح ما خفي عن العموم.... 

وعلى إفتراض أن (يوسف) إنتحر فهل يكون بعد قتله صديقه (لحبيب) وتقطيعه وإحراقه، أقدم على وضع حد لحياته رميا بنفسه بقاع البحر، وإذا كان إنتحر بالفعل أين عثر على سيارته وأين هواتفه وأين ملابسه؟ وكيف للمفكر بالإنتحار أن يفكر بخلع ملابسه؟ وهل تطفوا جثة الغريق ساعات بعد غرقه، عكس عدد من الدراسات التي تؤكد أن الغريق يطفوا ما بين 48 إلى 72 ساعة؟ ولعل حالة غرق حدثت بنفس المكان نهاية شهر غشت سنة 2020، لقاصر كان يسبح رفقة أصدقائه وبعد غرقه لم يعثر على جثته إلى بعد 3 أيام رغم البحث المتواصل عنه.


وأما إذا إفترضنا أن (يوسف) قُتل، فأولا أين وكيف وقع ذلك، وهو الذي خرج من باب (الكوميسارية)، بعد الإستماع له في واقعة إختفاء (الحبيب)، ساعات قبل العثور عليه وهل ستنجح الخبرة على هاتفه، في تعقب أثره ومعرفة المكان الذي كان يتواجد به قبل وفاته؟ وهل للقضية طرف آخر رغم أنه لم يظهر في تسجيلات الكاميرات المفرغة من مستودعات (يوسف)، حسب بلاغ الإدارة العامة للأمن الوطني، والذي ذكر أن الضحيتان (لحبيب ويوسف)، دخلا معا ثم خرج (يوسف) وحده دون (الحبيب)، ودون كذلك أن يحدد البلاغ الفترة الزمنية التي قضاها داخل المستودع؟ ثم من كان يقود سيارة (الحبيب)، التي جاء في رواية عائلته أن سائقها لم يكن إبنهم مستدلين بكاميرات المراقبة القريية من منزل (يوسف).

وتبقى كل هذه الإفتراضات متشابكة وغير واضحة المعالم، لقضية لم تعرف الداخلة مثلها منذ سنوات، ولابدا أن تظهر حقيقتها إذا عززت المصالح الأمنية المشرفة عليها من جهودها وأبحاثها لأن لا جريمة كاملة.


مواضيع قد تعجبك